بيداغوجيا التعاقد هو نهج تعليمي حديث يهدف إلى تنظيم العملية التعليمية من خلال اتفاقيات واضحة ومحددة بين المدرس والمتعلمين. يرتكز هذا النهج على فكرة التفاوض والتوافق بين أطراف العملية التعليمية، بحيث يلتزم كل طرف بتنفيذ مهام معينة لتحقيق أهداف تعليمية مشتركة. يساهم هذا التعاقد في تعزيز التنمية الذاتية للمتعلمين، تشجيعهم على التعلم الذاتي، وتطوير مهاراتهم الإبداعية. كما يعمل على بناء علاقات قوية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل بين المدرس والمتعلمين، مما يساعد في خلق بيئة تعليمية إيجابية وخالية من العنف. بيداغوجيا التعاقد تُعدّ أداة فعالة لتحفيز المتعلمين على تحمل المسؤولية والانخراط الفعلي في العملية التعليمية، مما يعزز من قدرتهم على حل المشكلات والتفاعل مع الآخرين بشكل بنّاء.

بيداغوجيا التعاقد: مفهومها وأهميتها في العملية التعليمية

بيداغوجيا التعاقد  تعدّ من الاتجاهات الحديثة في مجال التربية والتعليم، وهي تهدف إلى تقديم حلول فعّالة للمشكلات الصفية التي تواجه المتعلمين داخل الفصول الدراسية. تعتمد هذه البيداغوجيا على تقديم بدائل تربوية مبتكرة للعقاب بجميع أشكاله، وتسعى إلى تعزيز التعاون بين المدرس والمتعلمين من خلال اتفاقات واضحة ومحددة.

تعريف بيداغوجيا التعاقد:

  • التعريف الأول:
بيداغوجيا التعاقد هي منهج تربوي حديث يسعى إلى خلق بيئة تعليمية تحترم احتياجات المتعلمين وتوفر لهم فرصاً لتطوير مهاراتهم. يتم هذا من خلال اتفاقيات تعاقدية بين طرفين أو أكثر، حيث يتعهد كل منهم بالوفاء بوعود متبادلة. لهذا الاتفاق أركان متعددة، وتستلهم مبادئه من مجالات التشريع والاقتصاد، لتمتد بعد ذلك إلى التعليم.
  • التعريف الثاني:
بيداغوجيا التعاقد هي تنظيم لوضعيات التعلم يتم من خلاله التفاوض بين أطراف العملية التعليمية، بهدف تحقيق أهداف معرفية، منهجية، أو سلوكية. هذا التعاقد يتم بين المدرس والمتعلمين، ويهدف إلى تطوير الممارسات التربوية وتقوية العلاقات الوجدانية بينهم.

الفرق بين بيداغوجيا التعاقد والتعاقد البيداغوجي:

  • بيداغوجيا التعاقد:
هي نهج بيداغوجي نظري يقوم على فكرة تعاقد بين المتعلمين والمدرس، يتفقون من خلاله على أداء مهام أو تحقيق مشاريع معينة. تسهم هذه التعاقدات في تطوير العملية التعليمية وتعزيز الروابط العاطفية بين المدرس والمتعلمين، مما يساهم في خلق بيئة تعليمية خالية من العنف والإكراه.
  • التعاقد البيداغوجي:
هو إجراء تطبيقي يستند إلى اتفاق بين المدرس والمتعلم، يتم من خلاله تحديد متطلبات المتعلم وأهداف التعليم، مع توضيح واجبات وحقوق كل طرف. يتم توثيق هذا الاتفاق في عقد مكتوب يتضمن بنوداً واضحة يلتزم الجميع بتنفيذها.

أسس وركائز بيداغوجيا التعاقد:

  • الحرية: منح المتعلم حرية الاختيار في كيفية تحقيق أهدافه التعليمية.
  • الالتزام: يتعهد كل طرف بالوفاء بالتزاماته المتفق عليها.
  • التفاوض: يتم التفاوض بين الأطراف لتحقيق أفضل النتائج التعليمية.
  • الانخراط: يتطلب من المتعلمين الانخراط الفعلي في العملية التعليمية.

أهداف بيداغوجيا التعاقد:

  1. تحقيق التنمية الذاتية: تشجيع المتعلمين على التعلم الذاتي وتطوير مهاراتهم الإبداعية.
  2. وضع المتعلم في قلب العملية التعليمية: يتمحور التعليم حول احتياجات المتعلم، مع تشجيعه على الاستقلالية والتصرف بحرية ضمن حدود معينة.
  3. تدريب المتعلم على حل المشكلات: تعزيز قدرته على التفاعل مع الآخرين والانفتاح على وجهات النظر المختلفة.
  4. تطوير التفكير الإبداعي: استخدام الخطأ كأداة للتعلم والنمو ضمن إطار تعاقدي.
  5. التربية على تحمل المسؤولية:تعزيز شعور المتعلم بالمسؤولية تجاه تعلمه واحترام حقوق الآخرين.

أنواع التعاقدات:

  • التعاقد الديداكتيكي:
عادة ما يكون ضمنيًا وغير مكتوب، ويهدف إلى تنظيم العلاقة بين المدرس والمتعلم من خلال قواعد سلوكية غير رسمية، مثل احترام الآخرين وعدم الغش.
  • التعاقد البيداغوجي:
يكون مكتوبًا وصريحًا، ويشمل اتفاقات واضحة بين الأطراف المعنية، مثل ميثاق القسم أو تعاقدات محددة مع المتعلمين لتحقيق أهداف معينة.
تعد بيداغوجيا التعاقد إطارًا تربويًا شاملاً يهدف إلى تنظيم العملية التعليمية من خلال اتفاقيات واضحة بين المدرس والمتعلمين. يساعد هذا النهج في خلق بيئة تعليمية تحترم حقوق الجميع وتشجع على التعلم الذاتي، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق نتائج إيجابية على المستويين الفردي والاجتماعي.

تعليقات