الألعاب التربوية يقول الإمام الغزالي رحمه الله إن دخول مملكة الأطفال لن يكون إلا من خلال السماح لهم باللعب وإن منعناهم عنه فنرهقهم في اللطم وستميت قلوبهم الصغيرة وتنغص عليهم العيش حتى يطلبوا منه الخلاص. لعلى واقع المدرسة المغربية اليوم يعكس بجلاء هذه المقولة فرغم التطور الذي تعرفه مناهج التدريس وأساليبه في بلادنا لا زال الأداء التعليمي داخل القسم يراوح مكانه منذ زمن. فاغلب العاملين في حقل التدريس متمسكون بممارسة تدريسية قائمة على التلقين والحشو والإلقاء واعتبار المتعلم قطعة إسفنج عليها امتصاص ماء المعرفة دون مشاركة عملية. ومنه تظهر الحاجة إلى إيجاد طرق بديلة وفعالة لتجويد العملية التعليمية التعلمية وتحفيز الأطفال على التعلم.
وعليه فإن اللعب يعتبر عاملا مهما في عملية تطوير الأطفال وتعلمهم وتمكنهم من اكتساب معرفة لا يمكن أن تضاهيها المعرفة المجردة التي قد تأتي للأطفال من خلال السرد والتعليم. فاللعب يعطيهم فرصة كي يستوعبوا عالمهم ويكتشفوا ويطوروا أنفسهم ويكتشفوا الآخرين ويطوروا علاقات شخصية مع المحيطين بهم من الآخرين فمن هنا لا يمكننا أن تتقص من أهمية اللعب في إكساب الأطفال مهارات أساسية في كافة المجالات، ولا تنكر أهمية اللعب في صقل شخصية الطفل وربط تجربة اللعب مع وظائف عديدة كالتطور اللغوي والعاطفي والنضج العقلي.
تعريف الألعاب التربوية:
وقد تعرض الكثير من الباحثين لتعريف اللعب وجاءت هذه التعريفات على اختلافها ذات سمات مشتركة تتركز في النشاط والدافعية، وسنعرض جانبا كبيرا منها يكفي لإعطاء صورة واضحة عن هذا المظهر من مظاهر نشاط الطفل. فصب التعريف الذي يعرضه قاموس التربية لمؤلفه جود عرف اللعب على أنه نشاط موجه أو غير موجه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية.
ويكمل تعريف جود اللعب شابلن في قاموس علم النفس أنه نشاط يمارسه الناس أفرادا وجماعات بقصد الاستمتاع دون أي دافع أخر. بينما عرفه عدس ومصلح في كتابهما " رياض الأطفال" على أنه استغلال طاقة الجسم الحركية في جلب المتعة النفسية للفرد ولا يتم اللعب دون طاقة ذهنية أيضا.
وعرفه جون بياجيه على أنه عملية تمثل تعمل على تحويل المعلومات الواردة لتلائم حاجات الفرد. فاللعب والتقليد والمحاكاة جزء لا يتجزأ من عملية الماء العقلي والذكاء إذا فاللعب هو عالم المتعلم وحياته فمن الناحية الجسمية هو نشاط حركي ضروري للمتعلم يصرف الطاقة الزائدة عنده ومن الناحية العقلية يساعد على نمو ذاکرته وتفكيره ومهاراته اللغوية وإدراك عالم الخارجي والتعرف على الكثير من الحقائق الحياتية إضافة إلى أنه يعلم التعاون والنظام ويهذبه.
والمتعلم الذي لا يمارس اللعب مع أقرانه يصبح أنانيا ويميل إلى العدوان وکره الأخرين. يقول عروة بن الزبير لولده يا بني العبوا فإن المروءة لا تكون إلا باللعبة ومنه فالألعاب التربوية هي نشاط يبذل فيه اللاعبون جهدا لتحقيق هدف ما في ضوء قوانين وقواعد معينة موصوفة حيث يتفاعل طالبان أو أكثر لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية حيث يمثل التنافس عاملا مهما في عملية تفاعل اللاعبين مع المواد التعليمية أو مع بعضهم بعضا و من ثم فهناك رايح و هنا تتجلى قيمة اللعب في التحفيز و الدافعية.
شروط الألعاب التربوية:
- أن يكون لها هدف تعليمي محدد وفي نفس الوقت مثيرة وممتعة.
- قواعدها سهلة وواضحة ج. مناسبة لخبرات وقدرات وميول المتعلمين.
- مستمدة من بيئتهم ومحيطهم.
- تعبر عن جزء من المحتوى التعليمي
- تحديد الهدف العام للعبة:
- تحديد خصائص الفئة المستهدفة:
- تحليل المحتوى التعليمي:
- تحديد النتائج المتوقع من المتعلمين بلوغها:
- تحديد الإستراتيجية المستعملة في اللعب:
- تنظيم البيئة الصفية وتنفيذ اللعبة:
- التقويم والمتابعة:
أهداف الألعاب التربوية وأهميتها:
- يساعد العلم باللعب على نمو المتعلم في جميع النواحي:
- يسمح باستكشاف الأشياء والعلاقات بينها ويسمح بالتدريب على الأدوار الاجتماعية إلى جانب ذلك يساعده فيا لتخلص من انفعالاته السلبية ومن صراعاته وتوتره ويساعد على إعادة التكيف دون مخاطر أو التعرض لنتائج ضارة.
- يؤكد المتعلم ذاته من خلال تفوقه على الآخرين فرديا وفي نطاق الجماعة.
- يتعلم احترام القوانين والقواعد ويلتزم بها.
- يعزز انتماء المتعلم للجماعة التعليم التعاوني.
- يساعد في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك.
- يكتسب الثقة بالنفس والاعتماد عليها ويسهل اكتشاف قدراته.
- توفر لمن يمارسها الشعور بالاستمتاع والفوز.
- تثير روح المنافية مع الذات أو الآخرين.
- تساعد على تعزيز حل المشكلات وتنمية مهارة التفكير الرياضي.
أهمية التعلم باللعب:
- إن اللعب أداة تربوية تساعد في إحداث تفاعل المتعلم مع عناصر البيئة لغرض التعلم وإنماء الشخصية والسلوك.
- تكشف للمتعلم بعض الجوانب المهمة من المواقف الحياتية التي يجب أن يكرس أكبر جهد لها أو يتخصص فيها في المستقبل.
- يعتبر اللعب طريقة علاجية يلجأ إليها المربيون لمساعدتهم في حل بعض المشكلات والاضطرابات التي يعاني منها المتعلم.
- يشكل اللعب أداة تعبير وتواصل بين المتعلمين.
- تعمل الألعاب على تنشيط القدرات العقلية وتحسين الموهبة الإبداعية لدى المتعلم.
- تعمل على تنشيط تفكير المتعلم لاستيعاب المفاهيم حيث يكون المتعلم نشطا جسميا وعقليا. فهو يسمع ويرى ويقوم بنفسه بعمل حركي ويستخدم أكثر من حاسة مما يجعل أثر التعلم أبقى.
أمثلة لبعض الألعاب التربوية:
- لعبة صندوق العجائب:
أحضر صندوق مغلف بورق ألوانه جميله له غطاء …
حدد دور لأحد التلاميذ يكون فيه المهرج واجعله مثل الضيف يدق الباب ويدخل ويدور بالصندوق المغلق بين مجموعات القسم مرتدا: أنا المهرج… صندوقي فيه العجائب. ثم يقف عند السنيورة قائم من يريد معرفة ما بداخل صندوق العجائب؟ هذا الصندوق قد يحتوي بطاقات كلمات أظرف المسابقات بين المجموعات مجسمات لبعض الحيوانات أو الأحرف وغيره صور …. تخدم المادة المراد العمل عليها ثم يختار كل قائد من قادة المجموعات ظرفا فيفتحونه ويشرعون في العمل.
- لعبة الدودة:
على السبورة قم برسم دودة منفصلة الأجزاء يعني 6 أو 5 دوائر منفصلة وفي الأمام ارسم وجها حزينا للدودة. في الدوائر يمكن كتابة كلمات أو أرقام لكنها غير مرئية…. وتخبرهم أن الدودة حزينة ويجب ترتيب أجزائها حتى تبتسم عندها يطلب من التلميذ ترتيب أجزاءها الأرقام أو الكلمات بحيث تعطي الشيء المطلوب. وبعد أن يرتبها بالشكل الصحيح تغير وجه الدودة إلى وجه مبتسم.